كثيرا ما يتردد هذا السؤال بين بنات حواء:”هل حقا يتغير الرجال بعد الزواج؟ بل إننا نصاب بالدهشة عندما نسمع أحاديث المتزوجات فتقول إحداهن: عرفته متكلماً حلو اللسان، أقسم أنني لم أفعل شيء، لقد تحول إلى الوضع “صامت” بعد شهر واحد فقط من زواجنا!، وتقول أخرى: ليتني أعرف ما حدث، أشعر وكأن بئر المشاعر الذي ظننت أن لا قرار له لم يكن أكثر من دلو، سكبه مرة واحدة، ثم انتهى الأمر!، وتقول ثالثة: كان يشاركني أحلامه وطموحاته، نحن لسنا مثلهم، لقد تزوجنا بعد قصة حب عاصفة، لم أتصور أبداً أن يصبح بارداً إلى هذا الحد، أشعر وكأنه لا يعبأ بي، ولا ببيته، ولا بأبنائه، إنه يزحف بنا إلى الهاوية، دون أن يبذل أي جهد لتغيير ذلك!.
هل حقاً يتغير الرجال بعد الزواج!؟

كثيرا من الزوجات مازالت تتسأل عن أسباب التغيرات التي ربما تحدث فجأة بعد الزواج، حتى إننا نجد البنات الغير متزوجات تسألن المتزوجات للتأكد: هل تصبح منابع عواطف الأزواج أكثر شحاً، وتصيب ألسنتهم أعراض جفاف مفاجئ، وتتبدل نفسياتهم في أوقات ما، فيصبحون غير مبالين بشيء؟
الرجال لا يتحدثون عن العواطف:

الله عز وجل خلق كل شئ ميسر للمهمة التي خلق لها فكلنا يعرف العبارة القائلة:”كل ميسر لما خلق له”، والرجال معظم مهامهم تتطلب القوة والعقل، بعكس النساء اللآتي يتمتعن بمزيد من العواطف والحنان مما يتناسب أيضا مع مهامهن، ونظرا لطبيعة تكوين الرجل يكون من المنطقي أن يشكل التعبير عن العواطف سواء الإيجابي منه أو السلبي عبئاً كبيراً على كاهله، وطريقة الإفصاح عن مشاعره لها طرق كثيرة غير الكلام، بل قد يعد الصمت أهمها، لن أتحدث عن فكرة أن التعبير عن المشاعر بالنسبة للرجل ضعف ـ وإن كان فيها بعض الصحة ـ خصوصاً تلك المشاعر السلبية، كالقلق، والإضطراب، والخوف، والتوتر، إنه لا يحب الإحساس بأنه ضعيف مرتبك، خصوصاً أمام المرأة التي يفترض أنه كبير ومسيطر في عينها، بالمناسبة، الأمر هنا متعلق بكيمياء المخ، وإفراز الهرمونات، يشعر الرجل بمجهود كبير حينما يكون مطالباً بالتعبير عن مشاعر يعلم جيداً أن إخراجها لن يريحه.
مثال حي:

عندما تمرض الزوجة تحتاج من الزوج أو تتوقع منه المزيد من الإهتمام وإظهار الحنان والحب، فهذا هو ما تطلبه ليخفف عنها بعض الضيق النفسي والألم بسبب المرض، لكن ما يحدث ربما يكون عكس توقعها، لأن طبيعة الرجل مختلفة ومخه يترجم كل مشاعر الحب والإهتمام بالزوجة إلى تصرفات عملية: كأن يذهب بها للطبيب سريعا ويحضر لها الدواء ويحضر بعض الطعام من الخارج وربما يأخذ الأطفال بعيدا عنها لتنام، فهذا من وجهة نظره قمة الإهتمام والحنان، وبالنسبة للزوجة شئ لا يظهر أي مشاعر للحب والعطف، فلو عرفت الزوجة هذه الحقيقة ونظرت لتصرفات الرجل من وجهة نظره هو وليس فقط من وجهة نظرها هي سترتاح قليلا وستعرف أنه مازال يحبها.
إلى هنا ننهي حديثنا في
الجزء الأول من هذا المقال وسنكمل – إن شاء الله – أسباب تغير الرجال بعد
الزواج في الجزء الثاني فانتظرونا، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان:”جربتم التفكير بالعكس؟“، وللمزيد تابعونا في قسم علاقات أسرية، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وأسئلتكم وكذلك تجاربكم.
إرسال تعليق